47736: هل يجوز دخول غير المسلم المدينة المنورة
؟
الحمد لله
أولاً
:
لا يجوز أن يمكَّن الكفار من السكنى في جزيرة
العرب ، وقد اختلف أهل العلم في تحديد الجزيرة ، لكنهم لم يختلفوا في كون المدينة
النبوية منها .
قال ابن قدامة
:
ولا يجوز لأحد منهم ( يعني : الكفار ) سكنى
الحجاز ، وبهذا قال مالك , والشافعي ، إلا أن مالكا قال : أرى أن يجلوا من أرض
العرب كلها ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجتمع دينان في
جزيرة العرب " ، وروى أبو داود بإسناده عن عمر أنه " سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب , فلا أترك فيها إلا
مسلما " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وعن ابن عباس قال : " أوصى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء , قال : أخرجوا المشركين من جزيرة
العرب , وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وسكت عن الثالث " رواه أبو داود
. "( المغني " ( 9 /
285 ، 286.
ثانياً
:
يجوز للكفار دخول المدينة للتجارة دون الإقامة ،
ويُعطون وقتا كافياً ثم يؤمرون بالمغادرة
.
قال ابن قدامة – رحمه الله - :
ويجوز لهم دخول الحجاز للتجارة ; لأن النصارى
كانوا يتجرون إلى المدينة في زمن عمر رضي الله عنه وأتاه شيخ بالمدينة , فقال :
أنا الشيخ النصراني , وإن عاملك عَشَّرَني ( أي : أخذ مني العشر ) مرتين ، فقال
عمر : وأنا الشيخ الحنيف ، وكتب له عمر : أن لا يُعَشِّروا في السنة إلا مرة ، ولا
يؤذن لهم في الإقامة أكثر من ثلاثة أيام - على ما روي عن عمر , رضي الله عنه - ثم
ينتقل عنه ، وقال القاضي : يقيم أربعة أيام حد ما يتم المسافر الصلاة . "
المغني " ( 9 / 286 ) .
ثالثاً
:
ما ذكرناه في المدينة وحرمها لا ينطبق على الحرم
المكي ، إذ الكفار ممنوعون من دخوله على كل حال
.
جاء في " ( الموسوعة الفقهية " ( 3 / 130 ، 131:
يرى الجمهور , ومعهم محمد بن الحسن من الحنفية :
أنه لا يجوز للكافر دخول الحرم المكي بحال ، ومذهب الحنفية أن ذلك جائز بصلح أو
إذن .
وأما حرم المدينة فإنه لا يمنع من دخوله لرسالة
أو تجارة أو حمل متاع ، وأما ما عدا ذلك - من أرض العرب - فلا يدخله الكافر إلا
بإذن أو صلح ، وللفقهاء في ذلك تفصيل ... انتهى
والله أعلم
.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال
وجواب
الموقع بإشراف الشيخ
محمد صالح المنجد - حفظه الله -
والسؤال: هل يمنع
دخول الكافر في حرم المدينة؟
الجواب: لا
يمنع من دخوله لرسالة أو تجارة أو حمل متاع ، وأما ما عدا ذلك - من أرض العرب -
فلا يدخله الكافر إلا بإذن أو صلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق